خطط إحتلال فلسطين الجزء الأول

" إن مأساة فلسطين ليست مأساة محلية 

إنها مأساة العالم لأنها الظلم يهدد السلام العالمي .."

المؤرخ البريطاني العالمي ( أرنولد توينبي )

لم تبدأ نكبة فلسطين عام 1948 قبل 60 عاماً بدأت سياسياً قبل أكثر من 200 عام.

 عام 1799م قام نابليون بتوجيه نداء إلى يهود العالم جاء فيه

 " أيها الإسرائليون إنهضوا فهذه هي اللحظة المناسبة إن فرنسا تقدم لكم يدها الآن حاملةً إرث إسرائيل 

سارعوا بمطالبتكم بإستعادة مكانتكم بين شعوب العالم."

 تحول نداء نابليون إلى خبرٍ في الصحف الفرنسية.

هزم نابليون في عكا و لم يبقى من ذكراه إلا مجسماً فيها يقف على تلةٍ بإسمة.

لكن فكرة نابليون في إنشاء وجود يهودي في المنطقة لم تموت بعد أربعين عاماً أعادت بريطانيا الفكرة 

لترد على محاولة السلطان محمد علي باشا في توحيد مصر و سوريا عام 1840م كتب وزير الخارجية الريطاني إلى سفيره في

إسطنبول رسالة جاء فيها ...

" عليك أن تقنع السلطان و حاشيته بأن الحكومة الإنجليزية  ترى بأن الوقت صار مناسباً لفتح فلسطين أمام هجرة اليهود"

لم يزد عدد عدد اليهود أن ذاك عن 3000، إستجاب اليهود للمبادرة البريطانية و كان من الأوائل البارون ادموند روتشيلد

الذي  زار فلسطين أربع مرات للإتطلاع على فرص الإستثمار فيها و مول أكثر من أربع عشر مليون فرنك لإنشاء

 30 مستعمرة يهودية من أهمها مستعمرة ريشون لتسيون التي رفعت علم إسرائيل الخاص بها عام 1885م بينما فلسطين 

تحت الحكم العثماني.

اليوم يرقد رُفات البارون روتشيلد في ضريح قرب حيفا يزوره الأطفال الإسرائليون ليتعلموا عن ثري دعم إسرائيل قبل أكثر من مئة عام.

عام 1885م ظهر للأول مره مصطلح الحركة الصهيونية على يد الكاتب النمساوي ناتان برنباوم و كان هدف الحركة الإستطان

في فلسطين و الهيونية مشتقة من كليمة صهيون إحدى تلال القدس.

أما في عام م1896 نشر الصحفي الصهيوني ثيودور هرتزل كتابة الدولة اليهودية في اللغة الألمانية لكن يهود أوروبا كانوا يجدون 

حلمهم في الهجرة إلى أميريكا هذا ما جعل الطبيب ماكس نوردو الساعد الأيمن لهرتزل يرسل إثنين من كبار رجال الدين اليهود 

إلى فلسطين أرسلا جواباً من سطر واحد جاء فيه " العروسُ جميلةٌ جداً و مستوفية لجميع الشروط لكنها متزوجةٌ فعلاً "

و فهم نوردو أن فلسطين ليست كما ذكر هرتزل أرضاً بلا شعب و أن فيها شعباً يسكنها منذ الآف السنين.

في صيف العام الثاني شارك كل من نوردو و برنباوم تحت رئاسة هرتزل في مؤتمر الصهيوني الأول في سويسرا.

تبنى المؤتمر برنامج تأسيس وطناً يهودي معترفاً فيه في فلسطين. أكدت إنجلترا في مصلحتها في قيام دولة يهودية

عندما صرح رئيس وزرائها كامبل بنرمان بضرورة إقامة حاجز قوي و غريب على الجسر الذي يربط البحرالأبيض

بالبحر الأحمر و أضاف " يتعين علينا أن نضع في هذه المنطقة و على مقربة من قناة السويس قوة معادية لأهل البلد

و صديقة للدول الأوروبية ".

عام 1907م توجة إلى فلسطين للأول مرة عالم الكيمياء البريطاني و عضو الحركة الصهيونية العالمية حاييم وايزمان ليؤسس شركة

تطوير أراضي فلسطين في يافا بدعم من عائلة روتشيلد كان الهدف شراء أراضي فلسطين بطريق منظمة.

بعد ثلاثة أعوام صفقةٌ هامةٌ تتحقق إشترى الصندوق القومي اليهودي أكثر من مئتي ألف دونم في سهل مرج ابن عامر في فلسطين.

كان البائع عائلة سرسق اللبانية المقيمة في أوروبا و التي إشترت الأرض مسبقاً من ضباطٍ عثمانيين. إشترطت السفقة إخلاء الأراضي من آلاف الفلاحين الفلسطينين المقيمين عليها. وتم تأسيس الحرس اليهودي (هاشومير) لحراسة المستعمرات اليهودية عام 1909م. و في 1911م تظاهر اليهود لمطالبة بلإعتراف باللغة العبرية في ظل الدولة العثمانية لذا أصدر الصيدلاني نجيب نصار 

صحيفة الكرمل في حيفا بهدف تحذير من مطامع صهيونية و كان يؤكد أن الدولة اليهودية ستكون خنجراً ساماً في خاصرة العرب.

كانت الكرمل صحيفة صغيرة يعمل فيها نجيب نصار و زوجته ساذج بهائي لم يسلم نصار من قمع الأتراك فسجن و لوحق و حرم.

عام 1915م قدمت لمجلس الوزراء البريطاني مذكرة سرية بعنوان (مستقبل فلسطين) كتبها أول صهيوني يصل لمنصب وزير بريطاني هيربت صموئيل جاء في الوثيقة: " الوقت الحاضر ليس مناسباً للإنشاء دولةٍ يهوديةٍ مستقلة لذا يجب أن توضع فلسطين بعد 

الحرب لسيطرة البيرطانية لتعطي تسهيلاتٍ للمنظيمات اليهودية لشراء أراضي و إقامت المستعمرات و تنظيم الهجرة و علينا أن 

أن نزرع بين المحمدين ثلاثة أو أربعة ملايين يهودي أوروبي. " تم الأخذ بتوصية صموئيل في الإتفاقية السرية التي جمعت 

بريطانيا و فرنسا بتقسيم سوريا الكبرى التي عرفت بإتفاقية (سايكس بيكو 1916م ) التي وضعت فلسطين تحت سيادة الحلفاء للإعدادها للدولة اليهودية.