الثلاثاء، 1 أبريل 2014

خطط إحتلال فلسطين الجزء الثاني



كان سايكس صديقاً مقراباً لـ حاييم وايزمان و قد تبادلا عدة مراسلاتً قبل توقيع إتفاقية سايكس بيكو أوضح دعم
سايكس للحركة الصهيونية. بعد عامٍ واحد وافق مجلس الوزراء البريطاني برئاسة ديفيد لويد جورج
على إصدار وعد بريطاني للإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، كتب الوعد على صيغة رسالة وزير الخارجية
آرثر بلفور إلى اللورد الصهيوني ليونيل ولتر رويتشيلد .
بعد شهرٍ من وعد بلفور إحتُفل في لندن بالإنجاز الصهيوني و تحدث في الإحتفال اللورد رويتشيلد  و هيربت صموئيل
و مارك سايكس  و  حاييم وايزمان . بعدها بأيام إحتل الجيش البريطاني بقيادة الجينرال إدموند ألنبي القدس. دخل مع جيش
ألنبي فيلقٌ يهودي تم تدريبة بتوجيهٍ من وزير المستعمرات البريطاني ونستن تشرشل كان أحد أعضاء الفيلق دافيد بن غوريون
و كان معه أيضاً الكثير من الأعضاء و منهم إدوين صموئيل إبن هيربت صموئيل.

في غضون شهرٍ إستقبل ألنبي في القدس صديقة الحميم حاييم وايزمان، كان عدد اليهود في فلسطين خمسين ألف مقابل نصف مليون 
عربي أي شكل اليهود أقل من عُشر السكان. 
مع إنتهاء الحرب العالمية الأولى و أثناء الإعداد لمؤتمر السلام في باريس أرسل الرئيس الأمريكي وودرو ولسون لجنة 
برئاسة الأكاديمي الدكتور هنري كينج و السياسي تشوس كرين إلى الشرق الأوسط لدراسة الوضع قدما تقريراً جاء في توصيته:
" إذا أردنا تطبيق مبادئ العدالة الامريكية فإن أماني الشعب الفلسطيني هي التي يجب أن تقرر مستقبل فلسطين إن تسعة أعشار 
السكان في فلسطين يعارضون برنامج الصهيونية و هذا الشعور عام في جميع سوريا لقد أكد كل مسؤول بريطاني قابلناه أن
برنامج الصهيونية لا يمكن تنفيذه إلا بالسلاح و أن هناك حاجةً إلى ما لا يقل عن خمسين ألف جندي للبدئ في تنفذ هذا البرنامج
و هذا بحد ذاته دليلٌ على ظلم برنامج الصهيونية و بنائاً على كل ما سبق نوصي بتخلي عن مشروع جعل فليسطين كومنولث
يهودياً." لم يجد هذا التقرير أذانٌ صاغية.

شارك في مؤتمر السلام عن بريطانيا  ديفيد لويد جورج و آرثر بلفور و ترأس الوفد الصهيوني حاييم وايزمان
ليعرض خريطة توضح مساحة الوطن القومي لليهود كانت تشمل فلسطين و غور شرق الأردن و جنوب لبنان وصولاً
إلى صيدا و صور كذلك القنيطرة السورية بحدودً تسير بمحاذاة خط سكة الحديد الحجازية، في المؤتمر أحاط ألنبي و ديفيد جورج
بالأمير فيصل بن حسين الأول ووقع فيصل و وايزمان إتفاقية عرفت بفيصل وايزمان لكن مهندسها الحقيقي كان الكولنل البريطاني 
توماس إدوارد لورنس المعروف بلورنس العرب. وقع فيصل لكنه تحفظ بخطه أن الإتفاقية لن تتم إلا إذا نالت العرب إستقلالها.

عام 1920م عين أول حاكم بريطاني لفلسطين و وقع إختيار الحكومة البريطانية لمنصب المندوب السامي البريطاني على 
اليهود الصهيوني هيربت صموئيل  .جاء صموئيل ليطبق ما إقترحه قبل خمسة أعوام و هو تهيئة فلسطين لتكون دولة يهودية.
كان صموئيل صديقاً لألنبي و تدل مراسلتهما على تفاهمٍ كاملٍ على الدور البريطاني .
كانت المادة الثانية من بنود صك الانتداب البريطاني التي صادقت عليه عصبة الأمم تنص على:
( تكليف بريطانيا بوضع البلاد في حالةٍ سياسيةٍ و إداريةٍ و إقتصادية تسمح بإنشاء الوطن القومي اليهودي.)
و منذ اليوم الأول إعتبر صموئيل العبرية لغةً رسميةً إلى جانب العربية و الإنجليزية و أضيف لكلمة فلسطين بالعبرية
الحرفان ألف و ياء كرمز لكلمتي( إيرتز إسرائيل) أي أرض إسرائيل.
كما يقول الدكنور سليمان أبو ستة مؤلف أطلس فلسطين 48" أن هيربت صموئيل   خلق إسرائيل وضع القوانين حوالي مئة قانون كي يمكن تسريب الأراضي العربية لليهود و أيضاً سمح لليهود بأن يكون لهم نظام تعليم منفصل عن نظام حكومة فلسطين و بنوا أيضاً نواة وزارة الطاقة لعمل محطات كهرباء لهم و وزارة الأشغال و وزارة المياه و أهم ما عمله الإنجليز أن سمحوا لهم بجيش منفصل في عام 1920م."



هناك تعليقان (2):

  1. أحسنتِ بتوثيق التدوينات و المعلومات بالصور راقت لي كثيرًا

    ردحذف
  2. شكراً حبيبتي و بالتوفيق إلكِ 3>

    ردحذف